قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
الكنز الثمين
110582 مشاهدة
معنى الأبيات التالية

وسئل -غفر الله له ولوالديه-
نرجو شرح هذه الأبيات التي ذكرها شارح العقيدة الطحاوية وهي من شعر أبي إسماعيل الأنصاري يقول:
ما وحد الواحد مـن واحد إذ كل من وحده جاحـــد
توحيد من ينطق عن نعته     عارية.. أبطلهـا الواحــد
توحيده إياه توحيـــده    ونعت مـن ينعته لاحـــد
فأجاب:

فإن ظاهره أن ليس أحد وحد الله وإنما هو وحد نفسه، وننصحك أن لا تتقعر في معنى هذه الأبيات، ولكن على كل حال هي فيها شيء من الدخول في علم التصوف أو الغلو فيه .

فالبيت الأول: الذي ذكر أنه ما وحّد الواحد من واحد، ظاهره أن الناس ليس فيهم موحّد.
والبيت الثاني: ظاهره أن كل من ينطق بتوحيده فإنه جاحد أو لاحد كما في بعض النسخ.
والبيت الثالث معناه: أن ليس أحد وحّد الله تعالى، إنّما الله هو الذي وحّد نفسه.
لكن يمكن حمله على أن المخلوقين تلقوا ذلك عن الله تعالى، فصار توحيدهم مأخوذا عن توحيده. هذا أحسن ما حمل عليه.